تقارير وتحقيقات

الاقتصاد النقدّي يتنامى في لبنان مع تأخّر حلّ أزمة القطاع المصرفيّ وخبراء يحذّرون من المخاطر

أكثر من أربع سنوات عاشها لبنان في أزمة اقتصادية مستمرّة حتى الآن، تُوصَف بأنّها الأسوأ في تاريخة، حيث هوت بقيمة العملة المحليّة إلى مستويات متدنيّة وأفقدت المودعين القدرة على استرداد أموالهم من المصارف، دون وجود حلول قريبة تلوح في الأفق. كانت حكومة تصريف الأعمال اللبنانيّة برئاسة نجيب ميقاتي قد وقّعت مع صندوق النقد الدولي اتفاقا في أبريل نيسان 2022 للحصول على تمويل بقيمة ثلاثة مليارات دولار؛ إلا أنّ الصندوق طالب الدولة بتنفيذ إصلاحات قبل تنفيذ ذلك الاتفاق، وهو ما لا يبدو ممكنا في ظل التوترات السياسية والعسكرية الحالية. أفرز هذا الوضع ما يُعرف بتنامي ظاهرة الاقتصاد النقدي، حيث بات أصحاب المال يفضّلون الاحتفاظ بأموالهم، خاصة بالعملة الصعبة، والتعامل بالنقد مباشرة بدلا من إيداع هذه الأموال في المصارف، وهو الأمر الذي يحذّر الاستشاري المالي بشار عز الدين من خطورته على الاقتصاد المحليّ. وأشار عز الدين في حديث لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) إلى أنّ البنك الدولي قدّر حجم هذا الاقتصاد النقدي في لبنان بنحو 10 مليارات دولار، أي ما يُعادل نصف الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، البالغ نحو 20 مليار دولار أميركي. وقال عز الدين، الذي يقدم استشارات مالية لعدّة منظمات دوليّة، "المواطن كان قبل الأزمة الماليّة يحتفظ بأمواله في المصرف؛ لكن مع فقده الثقة، توجّه إلى وضعها في منزله، خوفا من خسارة قيمتها وعدم قدرته على سحبها، فانخفض بذلك حجم التعامل بوسائِل الدفع الإلكترونيّة والبطاقات المصرفيّة وتنامى التوجّه نحو التداول النقدي للأموال مباشرة". #### مخاطر التداول ويرى المستشار المالي اللبنانيّ أنّ أحد مكامن الخطورة في التعامل بالاقتصاد النقدي يتمثّل في نقل مبالغ كبيرة من المال، حيث قال إن "مبلغ ألفي دولار يعادل حاليا بالسعر الرسمي 30 مليون ليرة، بينما الورقة النقديّة الأعلى من فئة 100 ألف ليرة؛ فعدد الأوراق النقديّة وحجمها وصعوبة نقلها، كُلّها تشكّل مخاطر أثناء التداول". أضاف "في السابق، كان التحويل يتم بين المصارف؛ فالمواطن كان يحوّل من حسابه لحساب شركة أخرى بمصرف آخر دون الحاجة لحمل الأموال، فيما الأوضاع الحالية تتطلّب تسليمها باليد، وهو يعني وقتا أكبر في النقل". وأشار أيضا إلى أنّ "احتمالية التزوير تُصبح مرتفعة؛ فخلال الأسابيع الماضية، تمّ تسجيل ارتفاع في الأوراق النقديّة المزوّرة من فئة 50 دولارا والفئات الأقلّ منها، كون التدقيق يكون على فئة 100 دولار إن كانت مزورة بينما التداول بالفئات الصغيرة يكون عبر المحال التجاريّة الصغيرة والحاجيات اليوميّة، وهو ما يُسهّل عمل التزوير وتدفقها بالسوق". كما حذّر من أنّ الاحتفاظ بالأموال في المنازل "يحرم المصارف من الاستفادة منها لإعادة تفعيل عملها وإمكانيّة الاستثمار بها، وهو ما بدى واضحا في تفضيل المغتربين تحويل المبالغ إلى لبنان عن طريق شركات تحويل الأموال وليس إلى الحسابات المصرفيّة". وبحسب تقدير لجمعية المصارف اللبنانية في شهر فبراير شباط الماضي، فإن حجم ودائع المقيمين لا يتجاوز 69.2 مليار دولار أميركي، فيما كان يُقدرّ عام 2019 بحوالي 134 مليار دولار. #### مخاطر اجتماعيّة ويرى عزّ الدين أنّ الأثر السلبيّ للتعامل بالاقتصاد النقديّ ينعكس بالأساس على "الفئات الفقيرة التي لا تملك حسابات بقيمة عالية في المصارف، وربما حتى لا تملُك حسابات مصرفيّة، وكل تعاملاتها اليوميّة تكون عبر الأوراق النقديّة؛ فهي بالأصل تتعامل بالاقتصاد النقديّ". وقال "أهمية النظام المصرفيّ أنّ لديه القدرة على مراقبة التداولات النقديّة، وهو ما فقده بسبب الاقتصادي النقديّ؛ وبالتّالي فإن أكثر المستفيدين منه هم الأغنياء من الذين يتعاطون بمبالغ كبيرة ويريدون سلوك طريق التهرّب الضريبيّ أو لديهم نيّة في غسل الأموال". وأوضح أنّ "مراقبة الاقتصاد النقدي صعبة؛ فمن خلال المصارف، كان يُمكن معرفة حجم الأموال المتداولة والموجودة في السوق وبحسابات الأشخاص والشركات؛ أمّا في الحالة الراهنة، فهذا الأمر مفقود لعدم القدرة على ملاحقة سير العمليّة النقديّة والتداول". أضاف "يُعتبر لبنان حاليا من أكثر البلدان قابليّة لغسل الأموال، بسبب تنامي التداول بالعملات الورقيّة على حساب التعاملات المصرفيّة، وهو ما يضع البلاد أمام خطر تصنيفها على اللائحة الرماديّة من قِبل مجموعة العمل الماليّ الدوليّ، وإخراجه لاحقا من نظام المراسلة مع المصارف الخارجيّة". وترى ماريا الأحمد، الباحثة في الشؤون المصرفيّة، أن الأمور لم تأخذ مسارها العملي لاستعادة أموال المودعين بعد مُضيّ أكثر من أربع سنوات منذ بدء الأزمة. وتقدّم 11 مصرفا بدعوى ضد الحكومة اللبنانيّة عبر مصرف لبنان المركزي لمطالبة الدولة بتسديد ديونها المترتّبة عليها وتحميلها الخسائر الماليّة، وهي خطوة اعتبرت ماريا أنّ هدفها "رفع المصارف المسؤوليّة عن نفسها وتحميل الحكومة عبء ردّ أموال المودعين، لتصبح الدولة بمواجهة المواطنين وليس المصارف". #### الحلّ في استعادة الثقة ويرى عز الدين أنه "لا حلّ للحد من ظاهرة انتشار الاقتصاد النقديّ سوى إعداد خطّة واضحة تُعيد للناس الثقة بالمصارف وتبيّن لهم كيفيّة استعادة أموالهم وحجمها والمدّة اللازمة". وقال "على الدولة إعادة هيكلة المصارف من خلال التقليل من عددها والاعتماد على المصارف القويّة القادرة على استيعاب ودمج المصارف الصغيرة؛ فالسوق اللبنانيّة لا تحتاج العدد الحالي من المصارف". ووفقا لجمعية المصارف، فإنّ عدد المصارف العاملة في لبنان بلغ حتّى مايو أيار الماضي 60 مصرفا، فيما بلغ مجموع العاملين فيها حتى مارس آذار من العام ذاته 15 ألفا و537 موظّفا. وتشير ماريا الأحمد إلى أنّ مصرف لبنان المركزي ووزارة المالية "استطاعا خلال السنة الماضية المحافظة على استقرار سعر صرف الدولار وضبطه، إن كان في السوق السوداء عند 89 ألف ليرة أو السعر الرسمي عند 15 ألف ليرة، وذلك يعود أساسا لوجود قرار سياسي بتهدئة الأوضاع الاقتصادية". وبينما قالت إنه كان من المفترض تعديل سعر الصرف الرسميّ للدولار الواحد إلى 25 ألف ليرة، فقد أشارت إلى أنّه "لا بوادر حتى الآن لهذا التعديل" بسبب الأوضاع السياسيّة والأمنيّة، التي ترى أنّ لها انعكاساتها على الحالة الاقتصاديّة. واعتبرت أنّ "الحكومة ووزارة الماليّة تميلان إلى المحافظة على الوضع الحالي، خوفا من التداعيات الأمنيّة للمعارك في جنوب لبنان بين حزب الله وإسرائيل، وعدم استعداد الداخل اللبناني لأي اهتزاز مالي إضافي في حال التعديل".
تستلهم لوحات تشكيلية يعرضها الفنان أحمد مجدي في معرض ينطلق غدا الأحد الطقوس والعادات المصاحبة للموالد الشعبية في مصر. يحمل المعرض، وهو الأول لمجدي (28 عاما)، اسم (اشتهاء العين) ويقام في غاليري (موشن) في حي الزمالك بوسط القاهرة ويستمر حتى الثاني من يونيو حزيران. تركز لوحات المعرض على تقديم مجموعة من المشاهد السردية التي تدور في عالم الموالد الشعبية في صعيد مصر، وتجمع بين مجموعة من الممارسات الغرائبية التي يقوم بها المتصوفون. وتبدو لوحات المعرض أقرب إلى ترجمة جديدة لمشاهد الأوبريت الشعبي الشهير (الليلة الكبيرة) الذي كتبه الشاعر صلاح جاهين ولحنه سيد مكاوي وقدمه مسرح العرائس في ستينيات القرن الماضي. وقال مجدي لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن لوحات المعرض تبرز تأثير طقوس الممارسات الصوفية التي تشهدها الموالد في مصر على التقاليد والعادات الشعبية، مشيرا إلى أن الموالد تمثل حالة احتفالية كبرى، كما تحفل بمشاهد خارقة لابد وأن تثير انتباه الفنانين. وأضاف "الانصهار في الموالد يعمل على استثارة قدر كبير من شهوة الأعين، ويتم تشكيلها وإسقاطها بواسطة الخيال، وتأخذ الأعين حصيلتها من المحسوسات البصرية والسمعية ومن خلالها يتم الدخول لعالم خيالي تخفيه تلك الطقوس". ويعود مجدي إلى تراث الفن التشكيلي الحديث في مصر، موضحا أن حالة المولد ظلت مصدر إلهام لفنانين رواد من أمثال محمود سعيد وعبد الهادي الجزار وسعيد العدوي. ويرى مجدي أن مهمة الفنان التشكيلي تقوم على استعادة هذه الطقوس وإعادة تركيبها بصورة غير مألوفة لإظهار معتقدات الدراويش والمتصوفين في كل ما هو خارق للعادة. ويقول مجدي، الذي درس التصوير في كلية الفنون الجميلة بالأقصر، إن إبصارنا لا يوجد داخل إطار مثل النافذة، بل هو غالبا بلا إطار. وأضاف "نحن نستخدم عمليات شعورية منفصلة لملاحظة أو مشاهدة الصور الموجودة على شاشة داخلية لدينا، لكننا بدلا من ذلك نشعر بأن ما نراه موجود في البيئة التي نحن فيها أيضا، ومع تحركنا داخل هذه البيئة نلتفت لما هو قادم من العالم الخارجي ويتشكل وعينا بأجسادنا". وأوضح أن العين تتميز بقدرتها على صياغة الوعي بالعالم وإعادة تمثيله في تأويلات وصور لا نهائية، كما الفن في أحد تعريفاته مرتبط بإعادة تمثيل العالم بصريا. ووفقا لمجدي، فإن أي فنان يركز في مسعاه على ترويض شهوة العين، ولا يرغب في التمييز بين الوقائع الفعلية والوقائع المتخيلة. ومضى قائلا "حاولت في المعرض الوقوف في منزلة بين المنزلتين، فلا أنا قادر على فقدان الوعي ولا أرغب في امتلاكه". ويلجأ مجدي في لوحات عديدة إلى إجراء الكثير من التحريف في عملية الإدراك وفي تعامل الذاكرة مع الصورة، مؤكدا استمتاعه بالذهاب إلى أقصى حدود الحيرة والتأمل في اللامتناهي. ولا يخفي الفنان التشكيلي ارتباطه بموضوع المولد وتوحده التام مع الطقوس التي عرفها داخله، وأضاف "انغمست فيها بدافع التلصص الذي هو من دوافع اشتهاء العين". ونجح مجدي بصورة واضحة في خلق الإيهام بالواقع من خلال اللوحات التي تنقل مشاهد تفصيلية حميمة من الموالد التي عاش الفنان التشكيلي بجانبها طفولته في صعيد مصر حيث تطوف مواكب الطرق الصوفية وتعتمد على ما تحمله الخيول من مشاهد غرائبية. ولا يخفى عن زائر المعرض انصهار الفنان والتصاقه بموضوعات اللوحات التي تفيض بصور ومشاهد يرى البعض أنها وثيقة الصلة بالواقعية السحرية، فيما يفضل البعض الآخر أن يلحقها بالخيال أو السريالية التي تحطم القيود بين الجسم والنفس، وبين الشعور واللا شعور، وبين الداخلي والخارجي. وأكد مجدي أنه لم يتناول عالم الموالد الشعبية لأغراض فلكورية ذات طابع سياحي، لكنه أراد التعبير عن التراث الذي يحمله بداخله. وقال "من المؤسف حقا أن بعض الفنانين ينظرون للاحتفالات الشعبية إما بطريقة استشراقية تعظم من الجانب الغرائبي، أو بنظرة استعلائية تحط من قيمتها وترغب في عزلها عن السياق الثقافي والبيئة المحيطة". وبحسب مجدي، فإن المعرض يمثل تحية للذاكرة التي أسعفت صاحبها بما اختزنته من صور وتجليات امتلكت دائما القدرة على إثارة التساؤلات وإطلاق شهوة العين، رغبة منه في الإلحاح على نعم الخيال. يتأمل الفنان التشكيلي في لوحاته ما وراء الطقس الشعبي الاحتفالي، وتفيض خطوطه بالعلامات التي تحيل إلى عوالم خيالية لكنها مألوفة داخل المولد، ومنها مشاهد لاعب الأراجوز والألعاب الشعبية الأخرى والآباء الذين يحملون أطفالهم، فضلا عن الصخب اللوني في أزياء الدراويش والمريدين. كما تزدحم اللوحات بالعلامات الهندسية، خاصة المربع الذي يرمز للعناصر الطبيعية الأربع الماء والهواء والتراب والنار، وهو الشكل الأمثل للاستقرار، بخلاف رمزيات المراكب والمقامات الصوفية، ويشتغل الفنان التشكيلي بوضوح على أغطية المقامات ويرصع أسطحها بمهارة بالغة. ![897ea680-0153-43a6-a1a8-e71d3a31f6aa.jfif](https://dx6nmerofdgzj.cloudfront.net/prod/897ea680_0153_43a6_a1a8_e71d3a31f6aa_b8f522ceb7.jfif) **الفنان التشكيلي المصري أحمد مجدي بين لوحاته المقرر عرضها في معرض بعنوان (اشتهاء العين)**

مخاوف من انتشار المراهنات الرياضية غير القانونية في مصر

دخل الطالب الجامعي محمد عالم المراهنات الرياضية على الإنترنت بعدما روى له صديق تجربته التي حقق من خلالها بعض المكاسب المالية في مصر. بدأ محمد تجربته في مواقع المراهنات بمبالغ بسيطة، ومع مرور الوقت وتحقيق بعض المكاسب زادت جرأته، وبدأ يراهن بمبالغ أكبر من الأموال التي يحصل عليها من أسرته كمصروف شخصي. وقال محمد لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "البداية كانت حب استطلاع، لكن الآن أراهن كثيرا وأحيانا يكون هناك مكاسب وأحيانا أخسر. لا أرى مشكلة أو خطأ في ذلك، أراهن بنقودي وأسرتي تعلم وغالبية أصدقائي يفعلون مثلي". والمقامرة في مصر غير قانونية، ومع ذلك انتشر في الآونة الأخيرة الرهان على مباريات كرة القدم في البلاد، سواء المحلية أو الأجنبية. وقال محمد الشاذلي، المتحدث باسم وزارة الشباب والرياضة، إن غالبية مواقع مراهنات كرة القدم هي مواقع أجنبية ولا تخضع للقانون المصري، مشيرا إلى عدم إمكانية السيطرة عليها في ظل التطور التكنولوجي المستمر. وأضاف الشاذلي "في حال وجود مواقع مصرية للمراهنات سيتم التعامل معها بحسم وفقا للقانون، الوزارة تتعامل بجدية مع أي شيء يؤثر على النشاط الرياضي". وأقر مهاجم منتخب مصر السابق ومقدم البرامج الرياضية حاليا أحمد حسام (ميدو) بأن ابنه يراهن على المباريات في موقع على الإنترنت خارج مصر. ومع ذلك فإن المراهنات لا تأتي دائما بمكاسب في مصر. ففي مارس آذار الماضي، كشفت وسائل إعلام محلية عن احتيال منصة إلكترونية لمراهنات كرة القدم على حوالي 70 ألفا من مستخدميها في مصر بعد أن جمعت منهم ما يقرب من 500 مليون جنيه. وقالت وزارة الداخلية في فبراير شباط إنها ألقت القبض على اثنين في أسيوط بصعيد مصر بعد اتهامهما بالاحتيال من خلال تلقي مبالغ مالية لتوظيفها في مراهنات رياضية. كما ذكرت وسائل إعلام محلية أن سعد سمير، مدافع الأهلي السابق ولاعب سيراميكا كليوباترا حاليا، قدم بلاغا ضد منصة إلكترونية لمراهنات كرة القدم مقرها قبرص بعدما نشرت مقاطع فيديو ترويجية على وسائل التواصل الاجتماعي ظهر فيها دون موافقته.     وقال المتحدث باسم وزارة الشباب والرياضة "على الصعيد الفردي لن يسمح لأي لاعب مُسجل في أي اتحاد رياضي بنشر أي أخبار عن المراهنات على صفحته على وسائل التواصل الاجتماعي. من يفعل ذلك يتم التحقيق معه من جانب اتحاد اللعبة، ويعاقب وفقا للقانون". ويقدر الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) إجمالي الإيرادات العالمية من المراهنة على بطولات كرة القدم بمليارات الدولارات. وقال الفيفا إن إجمالي حجم المراهنات في كأس العالم 2018 بلغ 136 مليار يورو. وبلغ حجم صناعة المراهنات عبر الإنترنت في العالم 63.53 مليار دولار في عام 2022، ومن المتوقع أن يرتفع الرقم إلى 184.28 مليار دولار بحلول عام 2032، وفقا لشركة ستاتيستا ‏المتخصصة في بيانات السوق والمستهلكين.  لكن الفيفا يقول إنه بينما تمثل المراهنات مصدرا لتمويل كرة القدم، فإنها تمثل أيضا خطرا على نزاهة اللعبة، ويمكن التأثير أو التلاعب بمسار أو نتيجة مباراة بطولة بهدف تحقيق أرباح غير قانونية. وفي نوفمبر تشرين الثاني 2022، زعم رئيس مركز شباب طامية في الفيوم جنوبي القاهرة أن ثلاثة من لاعبي فريقه تلاعبوا بنتيجة مباراة في دوري الدرجة الثانية المصري بعد تورطهم في عملية مراهنات مع لاعبي ناد آخر، بحسب وسائل إعلام محلية. وفي الموسم الحالي، عوقب أيفان توني مهاجم برنتفورد وساندرو تونالي لاعب وسط نيوكاسل يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد إدانتهما بالمشاركة في مراهنات غير قانونية على نتائج المباريات.  وطالب عبد المنعم إمام، عضو مجلس النواب المصري، في مقابلة تلفزيونية الأسبوع الماضي بضرورة وضع تشريع من أجل ضبط التعامل مع مواقع المراهنات، لكنه عزا عدم القدرة على إيجاد تشريع لمواقع المراهنات إلى عدم وجود آلية للتعامل التشريعي مع القضايا الخاصة بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. وقال المحامي عصام الإسلامبولي إنه من الصعب معاقبة من يقوم بالمراهنات لعدة أسباب "منها أن مواقع المراهنات هي مواقع عالمية مقرها خارج مصر".
أكد ناشرون عرب ارتفاع نسب المبيعات والإقبال الجماهيري في الدورة 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب في العاصمة المغربية الرباط. وقالت الناشرة المصرية فاطمة البودي من دار العين "اعتدنا إقبال القراء المغاربة على المعرض، وشهدنا إقبالا كبيرا هذه الدورة لأن القراء هنا يرحبون بالتجارب الفكرية والإبداعية الوافدة إليهم بحكم تفوقهم في الدراسات الفلسفية والنقدية". وأضافت "لم يخذلنا القراء في هذه الدورة بما يؤكد أن القراءة ما زالت بخير". وأشارت الناشرة المصرية إلى ما أسمته "ظاهرة المؤثرين" من الكتاب والمشاهير في المعرض، مثل الروائي السعودي أسامة المسلم والممثل المصري محمد رمضان الذي اجتذبت جولته في المعرض يوم الثلاثاء اهتماما كبيرا على وسائل التواصل الاجتماعي، وقالت إن وجود هؤلاء يسهم في لفت الأنظار إلى المعرض، على الرغم من أنه يتسبب في الوقت نفسه في بعض الاضطراب في حركة البيع. وقال الموزع عصام أبو حمدان من دار الساقي "يكتسب معرض الرباط ميزة كبرى تتمثل في قدرته على إثارة اهتمام الناشرين العرب بفضل ارتفاع نسب الإقبال خلال عطلة نهاية الأسبوع، كما أنه يمثل نقطة رئيسية في البيع والتواصل داخل شمال أفريقيا". ويؤكد أبو حمدان أن معرض الكتاب في المغرب لا يمكن مقارنته بأي معرض آخر "نظرا لتفرده في التنظيم ووجوده في قلب بقعة خضراء قرب أكبر منتزهات الرباط، مما يجعله أقرب إلى نزهة عائلية. لذلك، لا يقدم الناشر الكتب لفئة محدودة، بل إلى أجيال متنوعة". من جهته، ينظر موسى السيد من الدار المصرية اللبنانية بتقدير كبير إلى جمهور المعرض، مؤكدا أنه "جمهور مثقف لا يقبل النوعيات الرديئة من الكتب". ويعتقد موسى أن خيارات الجمهور تتشابه بين شعوب شمال أفريقيا "لكن قراء المغرب أكثر حرصا على شراء ما يضيف لهم ولا يتورطون كثيرا في الجري خلف الأسماء المشهورة أو الأسماء التي تفرزها مواقع التواصل الاجتماعي". ويرى الناشر الفلسطيني خالد الناصري من دار نشر المتوسط التي تحتل المساحة الأكبر في المعرض، أن لكل جمهور خصوصيته الثقافية. وأضاف الناصري "يقبل القراء المغاربة على قراءة نصوص من الأدب المحلي، كما يفضلون قراءة الأعمال المترجمة عن لغات أجنبية وعلى رأسها اللغة الإيطالية التي تمثل أولوية لدى دار المتوسط التي تعمل من إيطاليا". وتابع قائلا "لذلك حرص الناشرون العرب الكبار على الوجود بشكل واضح ومؤثر لصالح قارئ يتصدر نسب القراءة في العالم العربي من حيث الإقبال على الكتب الفكرية والفلسفية". غير أن الشاعر المغربي ووزير الثقافة السابق محمد الأشعري يعتقد أن الإقبال على المعرض لا يعني النجاح التجاري للناشرين. وقال الأشعري "وجود زوار لا يعني وجود مبيعات"، مشيرا إلى صعوبة معرفة خيارات القراء في المغرب "لأن الخيارات متنوعة والدراسات التي تحدد خيارات واتجاهات القراء غير موجودة". وأضاف "للأسف هناك موجات تدعمها مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا يعطي دلالة سيئة ويقدم مؤشرات على التراجع الثقافي ويمثل تشويشا على الكتاب الجاد". وأبدى عوض السعيد، من بيت الحكمة في مصر، مخاوف من أن يؤدي اتساع ظاهرة تزوير الكتب في المغرب إلى التأثير بالسلب على حركة البيع داخل المعرض، مؤكدا أن المستهدف من العرض ليس البيع الفردي وإنما البيع لدور ومؤسسات ومكتبات لتغطية تكاليف السفر واستئجار الأجنحة. وقال "الكتاب الذي يمكن بيعه في المعرض بما يساوي 50 درهما يباع على البسطات في الشوارع بأقل من 20 درهما، وبالتالي تتواصل الخسارة وهذه هي الأزمة، لذلك يجب التعجيل بوجود قانون لمكافحة التزوير وحماية الملكية الفكرية". وانطلق المعرض الدولي للكتاب والنشر في المغرب لأول مرة في 1987، وكان يقام كل عامين في الدار البيضاء حتى عام 2002، قبل أن يصبح حدثا سنويا اعتبارا من العام 2004.  ويختتم  المعرض يوم الأحد بعد عشرة أيام حفلت بالفعاليات الثقافية المتنوعة.
تفاقمت أزمة مياه الشرب بصورة لا سابق لها في مناطق النزوح الجديدة في دير البلح ومنطقة مواصي خان يونس بقطاع غزة التي تستقبل مئات الآلاف من النازحين الفارين من رفح. يضطر النازحون إلى قطع مسافات طويلة والانتظار لعدة ساعات حتى يتمكنوا من توفير الحد الأدنى من كميات مياه الشرب المطلوبة، سواء بالحصول عليها من مصادرها التي توزعها مجانا أو شرائها من الباعة الذين رفعوا أسعار بيع الغالون سعة 16 لترا من شيكلين اثنين إلى ما يصل إلى خمسة شواكل في بعض الأحيان. ويمكن مشاهدة طوابير طويلة للنازحين أمام أي منفذ لمياه الشرب، سواء كان محطة مياه ثابتة أو صهاريج متنقلة، خاصة وأن بعض مناطق النزوح الجديدة ومنها المواصي تفتقر إلى مصادر مياه كافية من الآبار أو محطات التحلية، ولا تحتوي إلا على بعض الآبار ومحطات المياه الصغيرة التي أقامها عدد قليل من المقيمين فيها قبل الحرب. وتشهد محطة تحلية المياه الرئيسية التابعة لسلطة المياه الفلسطينية على شاطئ دير البلح في وسط قطاع غزة اكتظاظا غير مسبوق للنازحين الراغبين في الحصول على المياه، الذين يحضرون لتعبئة الغالونات الصغيرة أو براميل المياه الكبيرة التي تحملها شاحنات وعربات تجرها الدواب، فضلا عن الصهاريج التي يتم استخدامها للوصول إلى مناطق النزوح البعيدة عن محطة المياه. الفلسطيني محمود عبد الحميد الذي يقيم الآن على طريق الرشيد الساحلي في دير البلح بعد نزوحه من رفح التي أمضي فيها أربعة أشهر نازحا من شمال القطاع، يصف الحصول على مياه الشرب بأنه "التحدي الأكبر أمام العائلات النازحة التي لم تتخيل أن تصل إلى مرحلة العطش". يوضح عبد الحميد (52 عاما) أنه كان يواجه صعوبات جمة في الحصول على المياه في مكان نزوحه السابق في رفح، لكن هذه الصعوبات لا تقارن بالواقع الحالي، الذي يتحول فيه الحصول على كمية قليلة من المياه إلى مشكلة كبيرة، على حد قوله. وقال عبد الحميد الذي أبدى قلقه من إمكانية الحرمان التام من مياه الشرب في ظل تدفق أعداد ضخمة من النازحين على منطقة المواصي "وصلنا لمرحلة يساورنا فيها الشك إزاء إمكانية توفير المياه، حتى أصبحنا نخطط لكيفية الحصول عليها من اليوم السابق وأي أماكن يكون توفيرها أقل ازدحاما من غيرها". وأضاف "يتحول الحصول على المياه إلى معركة يومية ولا يمكن الاستسلام للهزيمة فيها، لأن ذلك يعني العطش وحرمان الصغار حتى من كوب ماء يروي عطشهم في ظل الحرارة المرتفعة". ![c797dba7-6c66-4c48-9a7c-665ee8295f3e.jpg](https://dx6nmerofdgzj.cloudfront.net/prod/c797dba7_6c66_4c48_9a7c_665ee8295f3e_febd540900.jpg) **المصدر: AWP - نازحون فلسطينيون يستخدمون غالونات على عربات تجرها الدواب للحصول على المياه الصالحة للشرب من محطة مياه في قطاع غزة (15 مايو أيار 2024)** وبينما لم تكن مصادر المياه المتوفرة تكفي أعداد النازحين السابقين الذي كانوا يحصلون عليها بشق الأنفس قبل مجيء أعداد إضافية من النازحين من رفح هربا من العمليات العسكرية الإسرائيلية، تفاقمت الأزمة إلى حد عدم قدرة الكثير العائلات على توفير احتياجاتها من المياه. ويشكل الحصول على المياه جزءا أساسيا من البرنامج اليومي للعائلات النازحة التي تضطر إلى توزيع أبنائها على أكثر من جهة لضمان توفير المياه وحتى لا يصلون إلى نهاية النهار دون تعبئة قنينة أو اثنتين سعة لتر ونصف اللتر على الأقل. عائلة مصطفى قرابة التي كانت توفر المياه يوميا عبر تعبئة غالونين سعة عشرة لترات لكل منهما من محطة تحلية قريبة من مكان نزوحها توزع المياه مجانا، فشلت خلال الأيام الأخيرة في الحصول على الكمية نفسها. ويوم الاثنين نفدت إمدادات المياه قبل أن يصلها الدور. يذكر قرابة (38 عاما)، النازح في منطقة شمال المواصي منذ خمسة أشهر، أنه لم تمر عليهم أيام أصعب من الأيام الحالية بالنسبة لأزمة المياه، كون أعداد النازحين زادت عدة أمثال وبقيت مصادر المياه محدودة من دون زيادة تتناسب مع النازحين الجدد. يؤكد الأب لأربعة أطفال أنه بدأ يفكر مليا في كيفية التعامل مع أزمة المياه خلال الأيام المقبلة مع استمرار وصول المزيد من النازحين، خصوصا وأن المحطة التي يمكن تعبئة المياه منها لا ضمان أن يصل إلى دوره فيها قبل نفاد الكميات المتوفرة. وقال "من غير المقبول تركنا نواجه مصيرنا وحدنا والجميع يتفرج علينا، بالحد الأدنى ساعدونا في توفير مياه الشرب، أطفالنا يعطشون قبل دخول فصل الصيف، فكيف سيكون حالنا إذا ما اشتدت الحرارة أكثر منذ ذلك؟". ويعتبر قرابة أن أزمة المياه هي الأخطر في قطاع غزة لأن معظم النازحين عانوا من أمراض بعد استخدام مياه غير صحية، مشيرا إلى أن البعض يمكنه شراء المياه المحلاة الصحية بصعوبة بالغة، لكن الغالبية العظمي لا تستطيع ذلك بشكل يومي. وتنتشر على نطاق واسع الأمراض المرتبطة بالمياه الملوثة بين النازحين، وفقا للسلطات الصحية في قطاع غزة، بينما تتفاقم أزمة توفير المياه الصحية مع وضع النزوح واسع النطاق من رفح دون ترتيبات مسبقة كما كانت تزعم إسرائيل. ويؤكد الناشط في العمل الإغاثي بمنطقة المواصي ياسين جابر أن المؤسسات الإنسانية لم تكن مستعدة لنزوح هذه الأعداد الهائلة، سواء على صعيد توفير المياه أو الاحتياجات الغذائية الأخرى، مؤكدا أن إسرائيل فاجأت الجميع بالطلب من سكان مناطق واسعة في رفح بالنزوح دون أن تتوفر أي مقومات للحياة في مناطق النزوح الجديدة. وتوقع جابر الوصول إلى مرحلة العطش إذا ما استمر تدفق النازحين دون أن يقابل ذلك توفير مصادر جديدة للمياه. وقال جابر لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "الأزمة مركبة لأن نسبة الأملاح في مياه الآبار بالمنطقة مرتفعة جدا ولا يمكن شربها، لذلك غالبية الآبار بحاجة إلى محطات تحلية". وطالب الناشط الإغاثي المنظمات الأممية والمحلية بالإسراع في حفر المزيد من آبار المياه وتركيب محطات تحلية لتوفير المياه للنازحين "حتى لا نصل لمرحلة عطش غير مسبوقة خلال أيام"، مشيرا إلى أن الفترة الحالية تشكل بداية ارتفاع درجات الحرارة قبل دخول فصل الصيف "فإلى أين ستصل الأزمة إذا ما استمرت الأمور على حالها دون حلول؟".

الأخبار

  • السبت، ١٨ مايو ٢٠٢٤ في ٩:١١:٣٣ م
  • وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير يهاجم غانتس ويصفه "بالمنافق والكاذب"

  • هاجم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير يوم السبت عضو مجلس الحرب بيني غانتس ووصفه بأنه"منافق وكاذب" ويعمل على تفكيك الحكومة. وقال بن غفير في بيان نشره في حسابه على موقع إكس "بيني غانتس هو زعيم صغير، وكان منذ اللحظة الأولى لانضمامه إلى الحكومة منخرطا بشكل أساسي في محاولات تفكيكها ولم تكن رحل...

  • السبت، ١٨ مايو ٢٠٢٤ في ٣:١٩:٠١ م
  • القسام: نتنياهو يفضل مقتل جنوده في غزة على الذهاب لصفقة تبادل للمحتجزين

  • قال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، يوم السبت إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يفضل مقتل جنوده في غزة على الذهاب إلى صفقة لتبادل المحتجزين لا تخدم مصالحه السياسية والشخصية. واتهم أبو عبيدة الحكومة الإسرائيلية بالزج بجنودها "للبحث عن رفات بعض المحتجزين في غزة...

  • السبت، ١٨ مايو ٢٠٢٤ في ٣:١٣:٣٧ م
  • رئيس حماس في الخارج: فصائل "المقاومة" أعادت التموضع في كل مكان في غزة

  • قال رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل يوم السبت إن الفصائل الفلسطينية في غزة "أعادت تموضعها" في جميع أنحاء القطاع. وأضاف مشعل، في كلمة ضمن مؤتمر طوفان الأحرار بمدينة اسطنبول التركية، "تأتينا الرسالة من غزة .. كما سمعتموها بالأمس وسمعتموها من قبل.. المقاومة بخير بفضل الله، أعادت التموضع في كل مكان"....

الصور

اختيارات المحررين

  • السبت، ١٨ مايو ٢٠٢٤ في ٩:١٠:٥٩ م
  • نازحون سودانيّون بلا مأوى بعد إجلائهم من مدارس لاستئناف العملية التعليمية

  • اقرأ المزيد
  • السبت، ١٨ مايو ٢٠٢٤ في ٣:١٢:٥٥ م
  • مخاوف فلسطينية من الرصيف البحري الأميركي قبالة قطاع غزة

  • اقرأ المزيد
  • الجمعة، ١٧ مايو ٢٠٢٤ في ٤:٣٧:١٣ م
  • غوستو.. مطعم مغربيّ معظم العاملين فيه من ذوي الإعاقة الذهنيّة

  • اقرأ المزيد
  • الجمعة، ١٧ مايو ٢٠٢٤ في ١٠:٤٣:٥٣ ص
  • الخطوط الجوية الأردنية تتجه نحو الطيران الأخضر لمواجهة آثار تغير المناخ

  • اقرأ المزيد
  • الجمعة، ١٧ مايو ٢٠٢٤ في ٥:٠٧:٢٥ ص
  • متحدث حزب الاتحاد الوطني الكردستاني لـAWP: قبول طعن الحزب ضد قرار المفوضية العليا للانتخابات "جيد"

  • اقرأ المزيد
  • الخميس، ١٦ مايو ٢٠٢٤ في ٦:٠١:٤٢ م
  • موريتانيّون يشكون ارتفاع أسعار مواد البناء ويتّهمون المنتجين بسوء استغلال قانون حماية في غياب الرقابة

  • اقرأ المزيد