تقارير وتحقيقات

الدور الفرنسي في لبنان في ظل الحرب بالجنوب والحضور الأميركي بالمنطقة

خلال السنوات الأربع الماضية، سعت فرنسا لاستكمال دورها التاريخي في لبنان والذي ارتبط بتأثيرها السياسي منذ الاستقلال مرورا بمحطات عديدة كانت تشكل فيها باريس راعيا أو مُسهلا للعديد من التسويات الرئاسية والاتفاقيات الاقتصادية. ومنذ انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس آب 2020، سارع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة لبنان، ليكون أول رؤساء الدول قدوما إلى العاصمة اللبنانية حيث التقى مع كبار المسؤولين ورؤساء الكتل النيابية والجمعيات الأهلية. ومع الفراغ الرئاسي بلبنان منذ أكتوبر تشرين الأول 2022 بانتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، تلعب فرنسا دورا في تقريب وجهات النظر بين الأحزاب والشخصيات المختلفة، سواء من خلال زيارات الموفدين الرسميين إلى بيروت أو عبر حضور السفارة الفرنسية ضمن اللجنة الخماسية التي تسعى لمساعدة الأطراف اللبنانية على التوافق فيما بينها على خارطة طريق لانتخاب الرئيس، والتي تضم أيضا كلا من الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية وقطر ومصر. ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، دخل لبنان في مناوشات عسكرية بين جماعة حزب الله وإسرائيل، وسط تحذيرات من إمكانية اتساع رقعة الحرب، وهو ما دفع الجانب الفرنسي إلى تقديم اقتراحات لإعادة ضبط الحدود جنوبا والعودة لتطبيق القرار الدولي 1701 الذي أنهى حربا بين حزب الله وإسرائيل عام 2006. وأوفدت فرنسا مسؤولين من الخارجية في زيارات كان أحدثها زيارة وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه الذي التقى عددا من المسؤولين اللبنانيين اليوم الأحد. **\* دور اقتصادي.. ودور سياسي** توضح أستاذة العلوم السياسية ريتا حبقة في حديث إلى وكالة أنباء العالم العربي (AWP) الركائز الأساسية التي تسعى السياسة الفرنسية لتثبيتها في لبنان وتقول "الحضور الفرنسي لا يقتصر فقط على الحراك الرئاسي من خلال اللجنة الخماسية، فالاستثمارات الاقتصادية تلعب دورا أكبر في مختلف القطاعات وخاصة مع الأزمة المالية التي يعاني منها لبنان منذ عام 2019". وأشارت إلى تولي شركة (سي.إم.إيه - سي.جي.إم) الفرنسية إدارة وتشغيل محطة الحاويات في مرفأ بيروت لمدة عشر سنوات، وقالت إن هذه الشركة "تُعد شريكا سياسيا للإدارة الفرنسية وهو ما بدا واضحا في مرافقة مدير الشركة الفرنسية للرئيس ماكرون خلال زياراته إلى بيروت".   وأضافت "تدخل الشركات الفرنسية في مجالات التكنولوجيا الرقمية والبريد والقطاع الزراعي والاستحواذ على المؤسسات اللبنانية التي تعاني أزمة سيولة". ومضت قائلة "في مجال النفط والغاز، تتولى شركة توتال الفرنسية مهمة التنقيب في الحدود الجنوبية للساحل اللبناني والتي توقفت في الأشهر الأخيرة؛ ولم تُصدر الشركة تقريرها الرسمي مما طرح تساؤلات عن إمكانية أن يكون الإعلان مجرد وسيلة ضغط سياسي نتيجة الحرب في جنوب لبنان". وواصلت الحديث "لا يمكن إغفال دور فرنسا التي وجدت في الاقتصاد موطئ قدم مستمرا لها في لبنان. أما ما يتعلق بالسياسة، فهناك مراعاة دائمة للدور الأميركي، وهو ما بدا واضحا بغياب الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان خلال الأشهر الأخيرة على حساب الدور المتقدم للموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين". وفيما يتعلق باللاجئين السوريين في لبنان، قالت ريتا حبقة إن المسؤولين اللبنانيين يحاولون عبر اللقاءات مع الرئيس الفرنسي توضيح الأزمة التي تعانيها البلاد وضرورة الضغط على الاتحاد الأوروبي للمساهمة في حلها. وأشارت إلى أن فرنسا قد تسعى لتقديم مساعدات مالية للبنان لمواجهة أزمة النزوح، "ولكن تبقى هذه الأزمة مرتبطة بتخفيف الضغط على سوريا والدخول في ترتيبات أمنية واقتصادية معها، وهو لا يمكن أن يتم دون الموافقة الأميركية عليها". **\* علاقات تاريخية** ويرى الباحث السياسي نبيل شاهين أن فرنسا تحاول أن تستعيد دورها في منطقة شرق المتوسط من البوابة اللبنانية. ويضيف متحدثا إلى وكالة أنباء العالم العربي "دور باريس تراجع في المنطقة منذ عقود على حساب الحضور الأميركي الأكثر فاعلية وتأثيرا في المنطقة. ولأن فرنسا لها علاقات جيدة مع لبنان، فهي تسعى أن تكون بيروت محطة أساسية لها لا تتخلى عنها". ويستطرد قائلا "في سوريا لا وجود للدور الفرنسي منذ عام 2011، إنما التأثير يكون لروسيا على الساحل السوري مع القواعد العسكرية البحرية، كما هو دور تركيا في شمال سوريا وأميركا في شرقها. وفي إسرائيل تبقى أميركا هي الحليف الأقوى على الرغم من العلاقات القوية التي تجمع تل أبيب وباريس". ومن ثم لم يبق إلا لبنان هو الساحة التي تستطيع فرنسا من خلالها أن تكون شريكا في ملفات المنطقة، بحسب شاهين. ومضى قائلا "على الرغم من التباينات السياسية، تبقى باريس محافِظة على خطوط تواصل مع إيران وحزب الله، وهو ما بدا واضحا خلال زيارات الرئيس الفرنسي إلى بيروت والمسؤولين الفرنسيين، فهم يلتقون مع ممثلي حزب الله في المجلس النيابي، ما يعتبرونه طريقا للتواصل مع إيران في الوقت نفسه". وتابع "لا تمانع أميركا من تواصل باريس مع حزب الله، إذ تعتبره سبيلا غير مباشر لتبادل الأفكار معهم عبر فرنسا". وفيما يتعلق بالملف الرئاسي، يعتبر شاهين أن فرنسا حاولت أن تلعب دورا في تقريب وجهة النظر بين حزب الله والمعارضة؛ وتحدثت وسائل إعلامية عن طرح إمكانية تولي سليمان فرنجية مرشح حزب الله رئاسة الجمهورية ونواف سلام رئاسة الحكومة. ويترأس سلام محكمة العدل الدولية حاليا. وقال شاهين "لم تستطع باريس الوصول إلى نتيجة بالملف الرئاسي، وإنما تحوَّل الأمر إلى نوع من التنافس غير المعلن بين أعضاء اللجنة الخماسية، فكل طرف منها يؤيد مرشحا مختلفا عن الآخر". ولفت إلى أن الشغور الرئاسي يجيء اليوم في أوضاع معقدة وبخاصة مع الحرب الإسرائيلية على غزة وتداعياتها الإقليمية. **\* حرب الجنوب** تقدمت فرنسا في فبراير شباط بورقة سياسية للتهدئة بين حزب الله وإسرائيل تشمل عدة نقاط منها نشر الجيش اللبناني جنوبا وقف العمليات العسكرية في الجنوب وتطبيق القرار الدولي 1701. ويقول شاهين إن الحرب في جنوب لبنان بدَّلت الأولويات الفرنسية "فالتهدئة تقدمت في الأجندة على الملف الرئاسي". وتابع "الورقة التي تقدمت بها فرنسا سقطت بمجرد عرضها، فهي تحمل عنوان تدابير أمنية بين لبنان وإسرائيل، وهو ما أثار الشبهات لدى الدوائر الرسمية في لبنان ومن خلفها حزب الله حول جديّة الطرح والثغرات الموجودة في بنوده التي اعتُبرت أن بها ميلا أكبر لمصلحة إسرائيل". ويشير إلى أن الورقة لم تكتسب أهمية لأن الجانب الأميركي لم يتبناها، وقال "لا الجانب الإسرائيلي ولا الجانب اللبناني سيتجاوز دور الوسيط الأميركي آموس هوكستين الذي يتولى الوساطة بين الطرفين". ويرى شاهين أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي والحديث عن تعديلات على الورقة المقترحة سابقا "لن تكون لها نتائج ملموسة على الأرض". ويقول "الميدان في جنوب لبنان مرتبط بالحرب على غزة، والمرحلة اللاحقة بحال وقف إطلاق النار لن تكون مجرد إعادة ترتيبات أمنية، إنما قد تفتح إمكانية التواصل للانسحاب الإسرائيلي من المناطق المحتلة جنوبا وإعادة ترتيب الوضع العسكري لحزب الله والجيش اللبناني".

خانقة ولا تُطاق.. خيام نازحي غزّة تزيد معاناتهم مع حلول الصيف

ولّى شتاء غزة أخيرا، بعد أن عانى نازحو القطاع خلاله الأمرين بسبب أجوائه الباردة وهطول الأمطار مع رشقات الصواريخ والقصف المتواصل.. لكن ما إن زال الجليد الذي كاد يجمّد أطرافهم، حتى أخذهم الطقس إلى فصل جديد من المعاناة بملامح مختلفة. صمد أهل غزة أمام قسوة برد شتاء القطاع القارص، حتى هزمته شمس نهار صيفه التي بزغت مبكّرا لتحوّل زمهرير الأمس إلى جحيم جعل خيامهم الهشّة أشبه بأفران تلتهم أجسادهم المنهكة من طول أمد الحرب. خانقة ولا تُطاق.. بهذه الكلمات، وصف النازح محمد أبو ربيع في حديث لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) الوضع داخل خيمته التي نصبها على عجل تحت ضغط القصف والنزوح لتؤويه وأسرته. أضاف "قبل شهر من الآن، كنّا نعاني من البرد والأمطار، إذ نعيش في خيام لم تحمنا في فصل الشتاء؛ لكنّ معاناتنا الآن كبيرة في ظل الأجواء الحارّة، وكأن الخيمة تمتصّ أشعّة الشمس وتصبّها على أجسادنا". أما النازحة أمّ علاء، فقالت "نشعر أنّ الخيمة مشتعلة. الأجواء حارة جدا، ونحن الكبار لا نستطيع تحمّلها، فكيف الحال بالصغار... في السابق، عندما كانت درجات الحرارة ترتفع، كانت لدينا بدائل إما بالاستحمام أو تشغيل وسائل التبريد. أمّا الآن، فلا خيار أمامنا سوى أن نبقى داخل الخيام". #### \* ليس الحرّ فقط النازح أبو مصطفى سلامة قال بدوره إنه يبقى وزوجته مستيقظين ليراقبا أطفالهما خشية تعرضهم للسعات الحشرات "التي انتشرت بشكل كبير مع ارتفاع درجات الحرارة". أضاف في حديثه لوكالة أنباء العالم العربي "في بعض الأحيان، نستخدم الورق لإطلاق نسمات الهواء على الأطفال، كوننا نشعر بعدم قدرتهم على النوم في ظل ارتفاع درجات الحرارة، ونقوم بتبليل رؤوسهم لنخفّف عنهم الحرّ قدر المستطاع". أمّا الشاب أحمد اللحام، فمعاناته مضاعفة كونه لديه مشاكل صحيّة في الجهاز التنفسّي. وقال "في السابق كنت أتناول أدوية الحساسية والتزم المنزل خلال ساعات النهار وارتفاع درجات الحرارة؛ أمّا الآن، فلا مكان لنا سوى الخيام التي تمتص أشعّة الشمس وتفرغها في أجسادنا". المسنّ عبد اللطيف بركات قال بدوره "لم نتوقع أن نعيش ما نحن فيه الآن؛ أمراض ودرجات حرارة مرتفعة، دون ماء ولا طعام، في ظل كثافة سكانيّة كبيرة... الوضع في الخيام مأساويّ، لا خصوصية ولا يمكن التحرك بسهولة؛ ففي كل خيمة عائلة أو أكثر، وتزداد الحياة اليوميّة صعوبة مع ارتفاع درجات الحرارة". #### \* وضع وبائّي من جانبه، اعتبر رئيس الرابطة الطبية الأوروبيّة الشرق الأوسطية في روما فؤاد عودة أن الوضع الوبائي والصحي في قطاع غزة أصبح "في غاية الصعوبة والخطورة". وقال في حديث لوكالة أنباء العالم العربي "الأمراض المعدية في انتشار كبير في قطاع غزة، كون الظروف لا تسمح بمقاومة انتشارها، حيث لا يوجد أطباء متخصصون كفاية لتقديم العلاج ولا مستلزمات طبية ولا مستشفيات ولا مياه نظيفة ولا طعوم منتظمة كذلك، سواء للكبار أو الصغار". أضاف "ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير ينعكس على الوضع الصحيّ للنازحين، حيث إنّه يقلّل قدرة الجسم على مقاومة الأمراض المعدية. وكذلك الظروف في الخيام مأساوية". وتابع "لا يمكن مقاومة الانتشار الكبير للأمراض. كما أن الاكتظاظ لا يساعد على عمل برنامج وقاية؛ فالعدد الكبير للنازحين داخل الخيام وعدم توفّر أدوات النظافة الشخصيّة يُساعد على انتشار الفيروسات". وأشار عودة إلى أنّ أكثر الأمراض انتشارا في الوقت الحالي هي أمراض جهاز المناعة والجهاز التنفسّي والجهاز الهضمي والتهاب الكبد الوبائي، في ظل ضعف المناعة، خاصة في الأجواء الحارة وفي ظل سوء التغذية والكثافة السكّانيّة. ووصف عودة قطاع غزة في الوقت الحالي بأنه "المكان الأخطر في العالم فيما يتعلق بانتشار الأمراض المعدية والأوبئة بالتزامن مع بدء فصل الصيف".
بين قطع الملابس والقصاصات المتناثرة، تجلس الستينية السورية أم جابر في غرفة داخل منزلها بمدينة جرمانا شرق العاصمة السورية دمشق خلف ماكينة خياطة يدوية، منهمكة في إدخال خيط من ثقب إبرة لتصنع ثوبا لإحدى جاراتها في المنطقة. لم تكن أم جابر تشتغل بهذه المهنة قبل عام؛ لكنّها اضطرت لإخراج ماكينة الخياطة التي ورثتها عن أمها ومسح الغبار عنها، لتبدأ العمل عليها بهدف جني بعض المال من أجل تحسين أحوال أسرتها المعيشيّة. تحدّثت أم جابر لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) عن كيفيّة تحوّل الخياطة في حياتها من مجرد هواية إلى ضرورة ملحّة، بعد أن استفحلت الأزمة الاقتصادية التي تمر بها بلادها. وقالت "أعمل لإعالة أسرتي ومساعدة زوجي في نفقات المنزل؛ ولا شكّ أنّ عملي بهذه السن مرهق وبالغ الصعوبة، إذ يتطلّب الأمر جهدا بصريّا وبدنيّا وفكريّا أحيانا، لكنّه يعود بمردود جيّد. التعب يهون أمام الحاجة والفاقة التي قد نقع فيها". وتقبل نساء سوريّات على مهنة الخياطة، سواء ضمن المنزل أو في ورش خاصة، بهدف تأمين مصدر دخل لهن ولعائلاتهن في ظل الظروف المعيشيّة وتدني الوضع الاقتصادي، وبهدف الاعتماد على أنفسهن ورغبة في توفير الملابس لذوي الدخل المحدود بعد الغلاء الكبير في أسعار الملابس الجاهزة. #### \* إصلاح القديم بديلا السوريّة نادرة عبد الباقي، التي لجأت إلى العمل في تفصيل الملابس الجديدة وإصلاح القديمة من منزلها قبل سنوات قليلة، أوضحت بدورها أن عملها اليوم تضاعف، حيث قالت إن النّاس يفضّلون دفع 100 ألف ليرة (حوالي 6.7 دولار أميركي) لتصليح ثوب قديم بدلا من شراء جديد بسعر لا يقل عن 400 ألف. وأوضحت أنّ هناك أشخاصا يعمدون إلى تصليح ملابس أطفالهم القديمة لتُناسب الأطفال الجدد الذين يولدون في العائلة، مشيرة إلى أنّ بعض الأشخاص يفضلون أيضا تفصيل الملابس لدى الخياطين بدلا من شرائها جاهزة بثمن أعلى. وضربت عبد الباقي مثلا بالقميص النسائي المصنوع من قماش الجوخ، والذي يصل ثمنه إلى 500 ألف ليرة في المحال التجارية بينما تصل تكلفة تفصيله بالكامل إلى 200 ألف ليرة فقط. وقالت إنّ سعر الفستان النسائي الطويل يصل إلى 700 ألف ليرة، في حين تبلغ تكلفة تفصيله 225 ألفا. وتبيّن نادرة أنّ حياة أسرتها تغيّرت بعض الشيء بعدما باشرت العمل، قائلة إن "الخياطة المنزليّة مهنة تجني الأرباح بشكل معقول؛ صحيح أنّها تحتاج وقتا وجهدا، لكن أرباحها جيّدة وتبقى أفضل بكثير من الوظائف الحكومية وغيرها". ولم يعد الحد الأدنى للأجور في سوريا، البالغ 278 ألفا و910 ليرات، مقبولا به بين الموظفين السوريين في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة من إيجار المنازل وغلاء أسعار المواد الأساسية. علا قضماني (40 عاما)، وهي موظّفة حكوميّة منذ 15 عاما، تقصد ورشة صغيرة لصناعة الملابس في منزل إحدى الخيّاطات المتمرسات في حيّ الفاروق بالمدينة بعد نهاية دوامها في مديرية الصحّة بطرطوس. تعمل علا لعشر ساعات متواصلة على ماكينة خياطة، لتحصل شهريا على راتب قدره 600 ألف ليرة، وهو ما يزيد عن راتبها الوظيفي. ورغم إدراكها أنّ العمل بأكثر من وظيفة يُنهك المرء، فإنها مضطرة لذلك بعد أن وجدت نفسها تحصل على راتب تدهورت قيمته وسط ظروف معيشية قاسية. #### \* معاناة توفير لقمة العيش وقالت علا في حوار أجرته معها وكالة أنباء العالم العربي "أعيش معاناة حقيقية حتى أستطيع أن أحصل على لقمة عيشي؛ فأنا مسؤولة عن تربية أربعة أطفال أكبرهم في عمر 17 عاما منذ أن توفي زوجي قبل ثلاث سنوات". وظهرت في السنوات الماضية عدّة منظّمات وجمعيّات اهتمت بتمويل المشاريع الصغيرة وتهيئة الكوادر بالمهارات المطلوبة كالخياطة وحياكة الصوف وغيرها، بهدف تدريب بعض النساء المعيلات وإكسابهن مهنة يستطعن من خلالها العمل والإنتاج والاستغناء عن المساعدات الإغاثية وتحقيق الاستدامة الذاتيّة للأسر. وتعدّ هذه المشاريع محاولات لسدّ فجوة كبيرة من الاحتياجات، إذ يعيش ما يقارب 90% من السوريين تحت خط الفقر بحسب الصليب الأحمر، وهناك 15.3 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانيّة. رقيّة كانت واحدة من النساء اللاتي استفدن من هذه الورش، ما ساعدها على تأمين دخل مادي لها يُعينها في حياتها اليوميّة وتوفير الدواء لطفلها الذي يعاني مرضا في القلب. وقالت رقيّة في حديث لوكالة أنباء العالم العربي "كنت أريد أن أحمي عائلتي من الجوع، فاستدنت مبلغا من المال وقررت أن أتعلّم تفصيل الملابس من خلال ورشة تدريب في إحدى الجمعيّات برسم 500 ألف ليرة؛ كما اشتريت آلة خياطة وبدأت العمل عليها من المنزل". أضافت "نصحتني مدرّبة الخياطة بأن أُتقن خياطة ملابس الأطفال، وهو ما احترفته حتى باتت قطع الملابس التي أصنعها تنافس في الجمال والجودة الألبسة الجاهزة". وأنشأت رقيّة حسابا خاصا بها على تطبيق (إنستغرام)، حيث بدأت بتصوير أعمالها ونشرها، لتنهال عليها الطلبات والتوصيّات. قالت "ساعدتني الصفحة كثيرا على الانتشار؛ وجميع من يأخذ من عندي طلبيّة معيّنة، يصبح زبونا دائما بفضل الله". وقالت إحدى مشرفات ورشة الخياطة بمدينة دوما في ريف دمشق طالبة عدم ذكر اسمها إن هذه الورش تزداد باستمرار مع إقبال النساء على التعلّم والعمل "لتتمكن كل امرأة، وخاصة غير الحاصلات على مؤهلات علميّة، من الاعتماد على نفسها للحصول على معيشة أفضل وتعلُّم مهنة تحميها من الحاجة وضيق العيش". (الدولار الأميركي يُساوي 14850 ليرة سورية)

سوريّون يشكون ارتفاع أسعار الخضَر والفاكهة بسبب التصدير لتأمين العملة الصعبة

تقف الأربعينيّة السورية ملاك عند لوحة إعلانات على الطريق أمام مطعم للمأكولات الغربية وسط العاصمة دمشق تعرض صورا لشطائر ووجبات مختلفة من اللحوم، مستعيدة ذكرياتها قبل نحو عام وقت آخر مرة اشترت فيها لحما. كانت تلك المرة الأخيرة في رمضان قبل الماضي؛ وكان سعر الكيلوغرام الواحد من لحوم الأغنام وقتها 70 ألف ليرة؛ أمّا اليوم، فبات سعر الكيلوغرام الواحد يتجاوز 220 ألف ليرة (حوالي 16 دولارا أميركيا)، في حين وصل سعر الدجاج إلى 50 ألفا. قالت ملاك، التي تعمل في تنظيف المنازل، في حوار أجرته معها وكالة أنباء العالم العربي (AWP) "لم نعد نشتري لحما ولا دجاجا؛ صرنا نشاهدهما بالمجلّات والإعلانات ونشتهيهما، وأصبحت نباتيّة تقريبا بحكم الضرورة لا الاختيار". لكنّ يبدو أن ارتفاع أسعار الخُضر والفاكهة أيضا بات يهدد الصحة الغذائية للبعض في سوريا. ويعزو متخصصون هذا الارتفاع في أسعار السلة الغذائية النباتية إلى الاتجاه للتصدير بهدف توفير العملة الصعبة. من شرفة منزلها الآيلة للسقوط في منطقة باب شرقي، والمدعّمة بأعمدة خشبية، قالت السورية رغداء محمد (40 عاما) "اعتدنا أن نقول إنه بوسعنا أكل الخبز والبصل بدلا من اللحوم؛ إلّا أن أسعار البصل والخُضَر ارتفعت بشكل غير مسبوق أيضا... الأرز غال، وكذلك الزيت والشاي والحبوب والمعلبات؛ كل شيء ارتفع ثمنه، ولا يمكننا سوى شراء الضروري جدا". وكشف محمد يحيى الخنّ، رئيس جمعيّة اللحامين في دمشق، عن أنّ أسعار اللحوم الحمراء ارتفعت بنسبة تزيد على 150% خلال شهر رمضان الماضي مقارنة مع سابقه؛ وعزا هذا الارتفاع في أسعار لحوم الأغنام إلى قرار السماح بتصديره. وقال الخنّ في حديث لوكالة أنباء العالم العربي "لو لم يتمّ فتح باب التصدير، لبقي سعر الغنم الحي كما كان قبل قرار التصدير، أي بحدود 55 ألف ليرة للكيلوغرام الواحد؛ لكن بعد القرار، أصبح سعر الكيلوغرام 85 ألفا". وأشار إلى أن ارتفاع أسعار لحوم الأغنام نتيجة لقرار السماح بتصديرها خلق زيادة في الطّلب على لحوم الأبقار كبديل، وهو ما أدّى إلى ارتفاع أسعارها أيضا إلى 190 ألف ليرة للكيلوغرام الواحد. #### \* الخضر والفاكهة أيضا وقالت المُعلّمة فرات، التي تعمل في إحدى المدارس الحكومية بدمشق، في حديث لوكالة أنباء العالم العربي إنّ اللحوم الحمراء والبيضاء لم يصبحا وحدهما خارج موائد الكثير من الأسر السوريّة "بل حتى الخضروات والفواكه والمواد الغذائية باتت أيضا شبه محظورة بعد الارتفاع الكبير في ثمنها أخيرا". فرات، التي لا يتجاوز راتبها الشهريّ 400 ألف ليرة، تشير إلى أن تكلفة إعداد طبق واحد من سلطة الفتّوش يكفي لعائلة مكونة من خمسة أفراد "لا تقلّ عن 60 ألف ليرة"، بينما كان يتكلّف قبل عام نحو 20 ألفا فقط. وذكرت أنها بدأت تعاني أعراض سوء التغذية بسبب انخفاض قدرتها الشرائية في ظل تدنّي الأوضاع المعيشية والأجور، ملقية باللائمة على التصدير. وقالت "لا أحد يلتفت إلى حالنا؛ فتأمين الدولار أهم من صحة المواطن. لو كان الهواء بأيديهم، لرفعوا سعره أيضا". وتعاني شريحة كبيرة من السوريين بسبب عدم القدرة على تأمين القوت اليوميّ، في ظلّ فجوة كبيرة بين الأجور وأسعار السلع المختلفة، إذ إن الحدّ الأدنى الرسمي للأجور في البلاد يبلغ 278 ألفا و910 ليرات سورية. وذكرت صحيفة (قاسيون) المحليّة أنّ البلاد شهدت تغيرات معيشيّة واقتصاديّة كبيرة بين شهري رمضان من العام الماضي وهذا العام، حيث ارتفع السعر الإجمالي للسلة الاستهلاكية من 242 ألف ليرة سورية إلى 610 آلاف و500 ليرة، أي إنها ارتفعت بنحو 152.2في المئة. #### \* دعم خزينة الدولة بدوره، قال رئيس جمعية حماية المستهلك بدمشق عبد العزيز المعقالي في حديث لوكالة أنباء العالم العربي إن التضخم في أسعار السلع الغذائية خاصة بلغ منذ بداية العام حتى اليوم قرابة 40%، مرجعا هذا الصعود إلى التصدير. وبينما اعتبر المعقالي أنّ استمرار تصدير الخضر والفاكهة دون توقف خلال شهر رمضان قد أثّر سلبا على الأسعار المحليّة، فقد قال إن التصدير يدعم خزينة الدولة ولكن يجب أن يكون بعد تأمين احتياجات السوق المحلية بشكل يتناسب مع القدرة الشرائية للمواطنين. كما أشار المعقالي إلى ضعف في الرقابة التموينيّة على التجّار والأسواق، قائلا إن بعض التجّار يعمدون إلى تبديل الأسعار والتلاعب بها بشكل مستمر. من جهته، أوضح محمّد العقاد، عضو لجنة تجّار ومصدري الخضر والفاكهة في دمشق، أنّه يكون الاعتماد في تصدير الخُضَر على الموسم المحليّ، مستبعدا أنّ يكون للتصدير أي علاقة بارتفاع أسعار هذه السلع الغذائية. واعتبر العقّاد أنّ التصدير لا غنى عنه، بغض النظر عمّا إذا كان هناك فائض في الإنتاج أم لا، حيث إنّ الدولة بحاجة إلى العملة الصعبة الواردة عن طريق التصدير، فضلا عن أنّ التصدير يساعد المُزارع على تصريف إنتاجه وسدّ كلفة الإنتاج، بحسب وصفه. وأرجع العقاد ارتفاع أسعار الخضر والفاكهة في السوق المحليّة إلى شُحّ الكميّات بسبب إحجام بعض المزارعين عن الاستمرار في الزراعة، حيث إنّ ما يبيعه المزارع لا يغطّي التكلفة العالية للإنتاج ومستلزماته والمتمثلة في المحروقات وأجور النقل واليد العاملة. وتوقّع عضو لجنة تجّار ومصدري الخضر والفاكهة أن تتقلّص الزراعة بشكل أكبر خلال العام القادم وترتفع الأسعار أكثر من العام الحالي إذا لم تتدخّل الحكومة وتدعم الزراعة بشكل أكبر. #### \* وضع المزارعين والمواطنين وحذّر العقّاد من أن يبقي دعم المزارعين مقتصرا على ما هو عليه اليوم "حتى لا نضطّر إلى استيراد الخضروات والفواكه في الأعوام القادمة" واصفا وضع المزارع بالسيّء ووضع المواطن بأنه أسوأ. لكنّه قال إن وضع المصدّرين "ممتاز"، موضّحا أنّ الصادرات اليوم في أفضل حالاتها مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي نتيجة للطلب الكبير على المنتجات السورية. بشير المأمون (64 عاما)، وهو بائع خُضر في سوق باب سريجة بدمشق، لم يعد يعرض أسعاره على لافتات للعموم خشية نفور زبائنه. وقال "الوضع صعب جدا... الناس يمرّون أمام صناديق الخضروات يسألون عن الأسعار ويُكملون طريقهم، لأنهم يبحثون عن أدنى الأسعار حتى لو كانت السلع من الدرجة الثالثة أو الرابعة أو حتى خضروات ذات جودة منخفضة". أمّا بالنسبة للفاكهة، فقد أشار البائع إلى إحجام المواطنين عن شرائها بشكل كبير، قائلا إن "الذي يتجرأ من الناس على شراء الفواكه، يكتفي بربع كيلوغرام من نوعين أو ثلاثة أنواع فقط". أضاف "أمّا القادر منهم، فيشتري نصف كيلوغرام من كل نوع بأحسن الأحوال؛ فسعر الكيلوغرام الواحد من العوجا (اللوز الأخضر) سجل 35 ألف ليرة؛ وسعر التفاح 15 ألف ليرة، والبرتقال 10 آلاف ليرة، والموز 25 ألف ليرة... الأسعار بكلّ مكان مرتفعة مو بس عنّا وما بتوفّي معنا غير هيك". (الدولار الأميركي يُساوي 13400 ليرة سورية)
إلى معرضه الجديد، حمل الفنّان التشكيلي المصري عمر عبد الظاهر في قلبه وبين ثنايا أعماله سحر ريف بلاده وأساطيره، ليراها زوّار مركز (كتارا) في العاصمة القطريّة الدوحة ويعرفوا كيف مزج بحنكته الواقع بالأساطير في مشاهد تجسّد بعض عادات صعيد مصر وتقاليده. المعرض، الذي تستمر فعالياته حتى نهاية مايو أيار المقبل بالتعاون بين مركز (كتارا) ودار حصة للفنون، يضم 12 لوحة مختلفة المقاسات؛ وجميع الأعمال رُسمت بالألوان الزيتية على قماش. وقال عبد الظاهر في مقابلة مع وكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن المعرض الفردي، وهو الأول من نوعه له في منطقة الخليج، يوثّق عددا من العادات والتقاليد المصرية التي أوشكت على الاندثار، ويستهدف تعريف الجمهور القطري بالفنّ المصري المعاصر وإبراز أعماله التي تتسم بقدر كبير من الأصالة. ويبرز هذا الهدف في اختيار كلمة (جذور) عنوانا للمعرض، بغرض تأكيد عناصر الصلة بين حاضر الفنان وتراثه الفني، حيث تحمل اللوحات الكثير من العلامات التي تخصّ البيئة المحليّة. وعبد الظاهر، المولود في عام 1966، هو من أبرز فناني التصوير المعاصر في مصر، وحاصل على درجة الدكتوراة فى فلسفة الفن من كلية الفنون الجميلة عام 2006 عن رسالة بعنوان (الموروث الشعبي وأثره على الطبعة الفنيّة المعاصرة فى مصر والعراق – دراسة مقارنة). تخرّج عبد الظاهر من كليّة الفنون الجميلة بجامعة المنيا في صعيد مصر عام 1991 من قسم الغرافيك شعبة التصميم المطبوع، وكان ترتيبه الأول في تخصصه. \* واقعية سحرية وقال الفنان التشكيلي المصريّ "تعتمد تجربتي الفنيّة بشكل واضح على استدعاء مشاهد الحياة اليوميّة وصهرها مع مخزون أمتلكه من الأساطير والحكايات الشعبية؛ لذلك، فإنها تعكس ما يسمّيه النقّاد بالواقعيّة السحريّة". وعلى الرغم من امتلاك الفنّان خلفيّة أكاديمية عميقة، فإنّ دراسته لمختلف مدارس الفن التشكيلي واتجاهاته لم تدفعه لتجاوز فضاء المدرسة التعبيرية. ويكشف عبد الظاهر عن أن دراسته الأكاديمية ساعدت أكثر من أي شيء على تقديره لقيمة الفن الشعبي وضرورة التفاعل معه وتأويل عناصره في قوالب جديدة. وقال "أسعدني أن كثيرا من جمهور المعرض في قطر أدركوا الطابع الأصيل لهذه الأعمال وتمثيلها الأمين لواقعها؛ كما لمسوا سعي الفنان للعب على خيالها الأسطوري". وأشار إلى أنّ صلته بكافّة المدارس الفنيّة لم تمنعه من تفضيل العمل في سياق الفنّ التعبيري المستمد من العادات والتقاليد المصرية، لأنه يضمن له تكثيف الحالة التي يرغب في نقلها عبر شحنات درامية، بحسب وصفه. وتعكس أعمال عبد الظاهر تأثّره غير المباشر بالفن المصري القديم كما هو مدون على المعابد والجداريّات؛ لكنّه يمزج ذلك الفن بالطبيعة الشعبيّة الريفيّة على نحو يمنح هذه الأعمال قدرا من الأصاله والسحر في آن واحد. أيضا، يحتفل الفنان بعناصر من الطبيعة؛ ويفضّل دائما الاعتماد على نسبة من الضوء تعزّز الشعور بتفرّد المشهد الذي تنقله اللوحة وتكرّس لنزعته الأسطوريّة، في مقابل واقعيّة ما يرصده الفنان ويوثّق له. ويرى عبد الظّاهر أنّ الكثير من الفنانّين المعاصرين يستلهمون العادات والتقاليد الشعبيّة؛ لكنّ ما يميّز أعماله أنها جاءت على يديّ فنّان ينتمي لتلك البيئات ولا ينظر إليها نظرة استعلائيّة أو استشراقيّة. \* رافد مهم وأوضح عبد الظاهر أنه عزز ما يمتلكه من معرفة بصريّة بعالم الريف بدراساته الأكاديمية التي تحتفي بالثقافة الشعبيّة وتؤكّد القيم الفنيّة في الفن الفطري وتعنى بجمالياته. ويرى الفنان التشكيلي المصري أنّ الحياة اليوميّة في جنوب مصر زاخرة بمختلف الأشكال التعبيرية، وتعد الطقوس الشعبيّة رافدا مهمّا من روافد ثقافة الفنان. وقال "أجيد التعبير عن مفردات الحياة الشعبيّة داخل صعيد مصر، بحكم انغماسي فيها وامتداد صلتي بهذا العالم منذ الطفولة وإلى الآن". وتعكس لوحات المعرض مشاهد توثّق لبعض العادات والتقاليد الشعبية، مثل عادات الزواج والطقوس المصاحبة لإنجاب الذكور والإناث؛ كما تجسّد لوحات أخرى عمليّة الصيد في النيل وعوالم الصيادين، فضلا عن اهتمامها بالعادات ومختلف صور التراث المادي واللامادي. وينفي عبد الظاهر عن لوحاته صفة التوثيق، مفضلا أن ينظر إليها دائما بوصفها محاولة لتأويل المشاهد اليوميّة والارتقاء بها إلى وعي الفنّان الشعبي باستعمال تقنيات معاصرة. وقال "صحيح أنّ معظم أعمالي تدور في الإطار الشعبيّ؛ إلا أنّي أخرج أحيانا عن هذا الإطار وأرسم الكثير من الموضوعات المتخيّلة، والتي تعتمد بصورة رئيسة على الفانتازيا وعوالم الأساطير". وسبق أن عرض عبد الظاهر مجموعة من أعماله تحت اسم (جذور) أيضا خلال الموسم الماضي في قاعة سفر خان بالعاصمة المصريّة القاهرة. ![3812fa8e-0877-4348-9077-128ea0d9760e.jpg](https://dx6nmerofdgzj.cloudfront.net/prod/3812fa8e_0877_4348_9077_128ea0d9760e_7f5b7b5256.jpg) ![fe5cf499-dc3c-4a78-a392-6eec4c72cd7d.jpg](https://dx6nmerofdgzj.cloudfront.net/prod/fe5cf499_dc3c_4a78_a392_6eec4c72cd7d_5829283ef5.jpg)

الأخبار

الصور

اختيارات المحررين

  • الأحد، ٢٨ أبريل ٢٠٢٤ في ٦:٠٤:٠٦ م
  • قصص التجار.. حكايات يرويها فنانون موهوبون في مراكش ضمن فعاليات ثقافية

  • اقرأ المزيد
  • الأحد، ٢٨ أبريل ٢٠٢٤ في ٢:٠٢:٥٠ م
  • محاولات فلسطينية للتوافق على إدارة غزة بعد انتهاء الحرب

  • اقرأ المزيد
  • الأحد، ٢٨ أبريل ٢٠٢٤ في ٨:٥٤:٥٢ ص
  • أكسيوس: المقترح الإسرائيلي الجديد لصفقة المحتجزين ينطوي على استعداد لبحث "استعادة تهدئة دائمة"

  • اقرأ المزيد
  • السبت، ٢٧ أبريل ٢٠٢٤ في ١١:١٤:٢٠ م
  • سائقو السيّارات في الجزائر يتوجّهون إلى استعمال الغاز وقودا هربا من أسعار البنزين

  • اقرأ المزيد
  • السبت، ٢٧ أبريل ٢٠٢٤ في ٢:٣١:٤٢ م
  • جامعات بالضفة تتيح لطلاب غزة التعلم عن بعد لمساعدتهم على استكمال دراستهم

  • اقرأ المزيد
  • السبت، ٢٧ أبريل ٢٠٢٤ في ١٠:٤٣:٤٤ ص
  • هيئة البث الإسرائيلية: أغلبية حكومة نتنياهو تؤيد بنود المقترح المصري الجديد لإبرام صفقة مع حماس

  • اقرأ المزيد